السنة الأولى في الجامعة لا تحمل فقط تجارب جديدة وأحلامًا معلقة، بل قد تكون أيضًا ساحة لاختبارات اجتماعية غير معلنة؛ من أكثر التحديات التي قد تواجه الطلاب في بدايتهم الجامعية: التنمر، سواء كان لفظيًا، أو نفسيًا، أو حتى ساخرًا باسم "المزاح"؛ فكيف يمكن لطلاب السنة الأولى أن يتجنبوا التنمر؟ وكيف يمكنهم بناء حضور قوي وثقة تحميهم دون افتعال الصدامات؟ هذا ما سنكشفه في هذا المقال.
تابع المزيد: سنة أولى جامعة | صحاب أول سنة.. من صدفة المدرج إلى علاقة تدوم أو تختفي
أولًا: افهم ما هو التنمر الجامعي
التنمر في الجامعة يختلف قليلًا عن التنمر المدرسي؛ فهو غالبًا ما يكون مغلفًا بالتهكم أو الاستعلاء أو محاولات الإقصاء من "الشلة"؛ قد يبدأ بنظرات غير مريحة، تعليقات جارحة على المظهر أو اللهجة أو التخصص، أو حتى محاولات للإحراج العلني؛ الفهم هو أول خطوة للمواجهة
ثانيًا: لا تعتذر عن حقيقتك
أحد أهم الأساليب التي يستخدمها المتنمرون هو استغلال نقطة ضعف في الضحية؛ سواء كانت لهجة، خلفية اجتماعية، أو حتى درجة خجل؛ لا تسمح لهذه العناصر أن تصبح عذرًا للخضوع أو الصمت؛ كن فخورًا بنفسك، وعلق بثقة حين تسمع تعليقًا ساخرًا، حتى ولو بابتسامة هادئة ورسالة حازمة.
ثالثًا: كون دائرة دعمك مبكرًا
العزلة تغري المتنمر. وجود صديق أو اثنين تثق بهم يمكن أن يشكل درعًا معنويًا حولك؛ ابحث عن أصدقاء يشبهونك في التفكير أو يشاركونك نفس الاهتمامات؛ العلاقات الصحية هي واحدة من أقوى وسائل الحماية من أى سلوك مؤذى.
رابعًا: لا ترد التنمر بتنمر
قد تظن أن الدفاع عن النفس يكون بالهجوم، لكن الحقيقة أن الرقي في الرد هو ما يربك المتنمر؛ حين تتعرض لتعليق جارح، لا تتفاعل بحدة، بل واجهه بكلمة واثقة أو حتى تجاهل متعمد يظهر أنك أكبر من الدخول في تلك اللعبة.
خامسًا: استخدم الحدود بذكاء
أحيانًا يكون من الضروري أن تضع "حدًا فاصلًا" بينك وبين شخص ما؛ هذا الحد يمكن أن يكون بنبرة حاسمة، أو بإنهاء الحوار عند تجاوز الخطوط؛ لا تخف من أن تقول "ما بحب النوع ده من المزاح" أو "مش مرتاح للطريقة دي في الكلام".
سادسًا: اطلب المساعدة عند اللزوم
لا تخجل من التوجه لإدارة الكلية أو المرشد الأكاديمي أو حتى وحدة الدعم النفسي إن استمر أحدهم في مضايقتك؛ التنمر سلوك غير مقبول على أي مستوى، والجامعة مسؤولة عن توفير بيئة آمنة ومحترمة للجميع.
سابعًا: طور ثقتك بنفسك يومًا بعد يوم
الثقة لا تبنى في يوم، لكنها تنمو مع الوقت؛ شارك في أنشطة، تطوع، اختلط بزملاء من تخصصات مختلفة، جرب التحدث في مجموعات كل خطوة بسيطة تأخذها تجاه الناس تقلل من فرصة أن تُصبح فريسة للتنمر.
التنمر ليس خطأك، لكن تجنبه مسؤوليتك؛ لا تجعل خوفك من نظرة الناس أو تعليقاتهم يمنعك من أن تكون كما أنت؛ في الجامعة، أنت تصنع صورتك بنفسك كن واثقًا، واضحًا، لا تقبل الإساءة، ولا تستسلم للعزلة فكل من تجاوز هذه المرحلة يومًا، كان مكانك الآن، ونجح لأنه عرف كيف يختار رد فعله.